المبادرة النسائية

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا المقال من كتابة احد الزوار

وطلب مني نشرهُ في المنتدى

المبادرة النسائية

بدا واضحا للعالم والجاهل والكبير والصغير مساعي التغريب التي تستهدف تغيير هوية هذا البلد المبارك ، وأخطر تلك المساعي التي سلكها ويسلكها دعاة الشر إفساد المجتمع من خلال المرأة_ونحن إن اختلفنا في لون من تلك المساعي فأظن أننا نتفق على بعضها_ وإذا نظرنا إلى مسيرتهم _سيئة الذكر_ فسنجد أنه مما نجح فيه المنافقون وسبقوا فيه أهل الإصلاح إيجاد أصوات نسائية تطالب وتتكلم بمبادئهم، وإزاء هذا الصراع الفكري المحتدم بين جمهور المجتمع المتألف من العلماء والدعاة والمصلحين والعوام _ذكورا وإناثا_ وبين شرذمة دعاة التغريب ، وإزاء التغير الحاصل في المجتمع وإزاء كثرة أعداد النساء والانفتاح الفضائي يجب أن تخرج النساء عن حالة المتلقي لما يصدر من الرجال الدعاة والمصلحين أو حالة المتفرج إلى حالة المشاركة في الدعوة والإصلاح فإن عبء تعليم النساء العلم الشرعي ودعوتهن وتوعيتهن بما لهن وما عليهن ورد الكيد عنهن وعبء العمل لرفع كفاءة الفتيات وإصلاح المجتمع لا بد أن تسهم فيه النساء كل واحدة حسب جهدها واستطاعتها، فلا أقل من أن تربي المرأة نفسها وأولادها التربية الصالحة، ولا يصح ولا يكفي أن ينفرد الرجال غالبا بدور تعليم النساء العلم الشرعي ودعوتهن والدفاع عنهن وإيجاد البرامج والأنشطة لتطويرهن، لاسيما أن هناك شرائح كثيرة من النساء لا يصلهن أصوات ومشاريع الدعاة والمصلحين، فالمجتمع ينتظر من أخواتنا النساء إبداع الفرص والأفكار والمبادرات والمشاريع لاستيعاب الفتيات و رفع كفاءتهن على مختلف الأصعدة ، فنحن بحاجة لمشاريع تنشئها نساء ويقوم عليها نساء تستهدف النساء ، مشاريع تعليمية وأخرى اجتماعية وثالثة دعوية ورابعة إغاثية وهكذا، كما أنه مما ننتظر مبادرة النساء إليه الخروج عن صمتهن ليوضحن للمجتمع وللأجيال رأيهن في كل القضايا التي تمس المرأة خاصة والقضايا الأخرى عامة، ويشرحن للناس عبر شتى الوسائل من القصة والرواية والقصيدة والمقال والكتاب وبرامج التلفزيون وغيرها أنهن يرفضن كل ما هو مخالف للشريعة ويرفضن كل مساعي التغريب.
ولا شك أن في النساء من تساهم في الإصلاح وهناك نساء خيرات كثيرات كان لهن دور إصلاحي كبير ولكن الموجود دون المأمول ودون الحاجة بكثير، فعدد النساء الآن في تزايد مطرد يوشك أن يتجاوز عدد الرجال، وإن لم تنشط عقول وهمم النساء لإبداع المشاريع المختلفة لاستيعاب الفتيات، مشاريع متنوعة تسهم في بناء الفتيات عقليا وعلميا ونفسيا وماليا و أخلاقيا فإن النتائج ستكون سيئة جدا على المجتمع والأجيال.
في ظني أن وعي أكثر النساء بضرورة مبادرتهن للإصلاح ليس بالقدر الكافي ، فتجاه هذا الواقع النسائي المؤلم لابد أولا أن يجتهد الرجال والدعاة خاصة وتجتهد النخب النسائية في إشاعة فكرة المبادرة النسائية لغرسها في عقول الفتيات ولزرع الثقة في نفوسهن وسنرى بمشيئة الله في المستقبل من بناتنا ما يسر.


ولكي نخطو ولو خطوة صغيرة في اتجاه التطبيق والعمل المثمر فإني اقترح إقامة ( ورشة عمل لإبداع المشاريع والبرامج والأنشطة النسائية) تسند مهمة الإعداد والتخطيط لهذه الورشة والإشراف عليها لأحد مراكز التدريب والتطوير المميزة ، ويدعى للحضور لها مجموعة من الرجال وأخرى من النساء، يحدد العدد والنوعية والأعمار من قبل مركز التطوير،(وممكن إقامة الورشة عبرالمنتدى)، يكون هدف هذه الورشة الوصول لأفكار ومشاريع وبرامج وأنشطة نسائية، (بصيغة إجرائية تطبيقية تفصيلية)، ولا تقتصر تلك المشاريع والبرامج والأنشطة على الجانب الدعوي فقط بل تحاول الوصول لمشاريع وأنشطة متنوعة تعليمية وفكرية ودعوية وإغاثية ومالية واجتماعية، وبعد انتهاء ورشة العمل، تصاغ الأفكار النهائية بشكل إجرائي تفصيلي، وتطبع هذه الصياغة في مذكرة وتوزع يدويا والكترونيا في الشبكة العنكبوتية، وبهذا نكون قدمنا أفكار جاهزة يسهل على من تريد من الأخوات العمل والمشاركة في البناء الإقدام والمبادرة، ومن تنشط همته من الإخوان أو الأخوات للسعي لإقامة هذه الورشة فأظن أنه من السهل أن يجد جهة خيرة تتبنى رعاية هذه الورشة.

أظن أنه خير ما نواجهه به مساعي تغريب المرأة و خير ما نواجه به مشكلة الواقع النسائي السلبي_لا يعني أني أستثني واقع الرجال_ إيجاد المشاريع والبرامج التي تستوعب الفتيات وتهدف لبناء الفتيات نفيسا وروحيا وعقليا وعلميا وماليا ، فتقوية المرأة للمساهمة في البناء والخير هو الحل ، أما إضعاف المرأة وتولي كل شئ نيابة عنها و إقناعها بأنه ليس عليها إلا أن تبقى ساكنه تتفرج أو تتلقى ما يصدر من الرجال فهذا يفضي لنتائج غاية في السلبية على أفراد النساء والمجتمع عامة ، كما لا يصح أن نقتصر في حديثنا للنساء على تذكير المرأة بتكريم الإسلام لها وبأهمية الحجاب وطاعة الزوج، فحان الوقت أن نضيف لهذا الحديث حديث آخر يركز على تشجيع النساء على المشاركة في البناء والاصلاح و رفع كفاءة الفتيات ليواجهن الزمن الصعب بكفاءة واقتدار..